حكاية الحياة
لكل خزانة باب ولكل باب مفتاح ولكل مفتاح مكان يخبئ فيه ولكل مكان سر ولكل سر نهاية. هذه هي الحياة تداعبك ببسمات الطفولة إلى بسمة ومشاغبة المراهقة إلى فشل الأحلام في الشباب من ثم تحط الرحال عند الملل في الكهولة لتصبح عند العجز في الشيخوخة.لا تستطيع تغييرها إلا بطريقة واحدة وهي السحر .
مثل حكاية عمر والخزانة السحرية. هذه الخزانة أهديت له من طرف جده الأكبر الذي كان يعرف سرها توارثتها عائلة عمر من الجد إلى الحفيد في كل مرة . عندما استلمها عمر كان عمره سبع سنوات. عندما فتح بابها في صغره كان يجد مرآة يقول لها مرآتي. أريد أن أسألك ويسألها أي سؤال يخطر بباله فتجيبه بصدق.عندما أصبح سن عمر ثلاث عشرة سنة تحولت المرأة إلى رداء سحري يتكلم. عندما ارتداه عمر قال له الرداء: أأدلك على كنز؟أجابه: نعم ،وماذا تنتظر؟أخبره الرداء أن الكنز في كهف داخل جبل بعيد وأعطاه خريطة الذهاب إلى هناك. خاطر عمر وذهب إلى هناك وهند وصوله إلى باب الكهف التقى صبيا صغيرا قال له : أستطيع أن أفتح لك الباب لكن بشرط. قال عمر : وما الشرط يا هذا؟أجابه الفتى قائلا: ها! أتظنني أحمقا؟كيف لي أن أقطع إصبعي بأمر من فتى صغير مثلك؟ وماذا لو فعلت؟ أنت صغير لن تستطيع أن تحرك ساكنا كيف ستفتح الباب؟ وفجأة يتحول الفتي الصغير أمامه إلى تنين كبير ، قال : أنا التنين تشيندا قدمت من الصين حارسا للكهف ، أستطيع أن أقطع إصبعك بسهولة لكن أريد أن تقطعه فلا شيء في الحياة مجاني .قطع عمر إصبعه بكل برودة ليفتح له التنين الباب قائلا : احذر فهذه ليست نهاية صعوبات طريقك.
واصل عمر سيره نحو المكان المحدد في الخريطة إلا أنه وجد نفسه عالقا في متاهة غير موجودة على الخريطة، بقي بها أياما وأيام إلا أن مرت من جانبه نملة فطلب منها المساعدة لتدله على الطريق فوجد صندوقا ضخما فتحه ليجد ورقة مكتوب فيها الطمع لا يشبع .دهش عمر مع أنه خسر إلا انه شعر أنه فائز .
عاد عمر إلى المنزل في وسط مريح، دهش عندما دخل المنزل فقد أدرك أن الوقت كان متوقفا فنظر إلى إصبعه وجده سليما وتفقد نفسه ليجدها سليمة فذهب إلى الخزانة ليجدها تحولت إلى علبة صغيرة بداخلها رسالة مكتوب فيها من الجد إلى الحفيد أنا الجد الأكبر كتبت هذه الرسالة للذي يستحقها وقد اختارتك الخزانة لتقرأها يا بني حافظ على حياتك ولا تطمع فيما هو أبعد من يدك وتذكر أن لكل حياة شخص معنى. وبهذا فقد غير السحر شيئا لأول مرة . إعداد :شيماء