"صورت هذا الكليب كيْداً بالجهاديين"
صحيح أن فولكانو بدأ يغني الراب بعد سقوط معمر القذافي نهاية 2011، إلا أن أول كليب حقيقي يصوره كان عنوانه C5 [وهو اسم قاذفة للصواريخ تستخدمها الميليشيات الليبية كثيرا].
غداة الثورة بدأت أعلق من خلال الموسيقى على الأحداث السياسية والتحدث عن الأوضاع الرديئة في بلدي وفي العالم العربي بشكل عام. لكنني تطوعت للقتال في صفوف الجيش ودحر إرهابيي أنصار الشريعة من بنغازي [هيئة التحرير: أنصار الشريعة يعتبرون على صلة بتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية المصنف لدى الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية عام 2014].
لم أتلق أي تدريب عسكري ولكن عندما بدأت عملية "الكرامة" لم أستطع البقاء مكتوف اليدين أمام هذه الجماعة التي تشيع الرعب وتقتل المدنيين باسم الإسلام.
صورت معظم مقاطع الكليب في مارس/آذار الماضي على جبهة القتال وخاصة في حي الليثي وحي البواطني. وكانت هذه طريقتي لمساندة الشباب المقاتلين وإثارة حماستهم.
[size]
كان التصوير صعبا جدا في ذلك المكان بسبب وجود قناص غير بعيد. وقد لاحظت وجوده بعد فوات الأوان عندما كنت منهمكا في التصوير. لحسن الحظ لم يكن المصور في مجال رؤيته وقد استخدم خاصية تقريب الصورة zoom كي يصور من بعيد. ولم أكن أيضا في مجال رؤية ذلك القناص لكنني لم أكن أستطيع الحركة وبقيت جامدا لساعات طويلة. وقد استهدفني القناص مع ذلك فأصبت إصابة خفيفة في أصابعي بشظايا رصاصة. لكن هذا لم يحبطني، إذ وضعت ضمادا [الضماد ظاهر على يده اليمنى] وتابعت الغناء. وبعد 14 ساعة جاءت مدرعة تابعة للجيش إلى عين المكان لنقلي.
[/size]
[size]
ذات يوم اتصل بي صديقي ليخبرني عن قصف بناية بقذيفة. فذهبت إلى المكان لأصور. وعندما وصلت كانت النيران قد بدأت تخفّ. فصورت مقطعا من كليبي وأضفت مؤثرات تظهر لهب النار لكي يكون المشهد أكثر تأثيرا. من خلال هذا المقطع أوجه رسالة إلى أنصار الشريعة تقول: لقد قصفتم هذه المنطقة؟ وأنا لا أخاف منكم. أنا أذهب فورا إلى المكان وأغني.
[/size]
[size]
أنا أصور هذا الكليب إكراما لأرواح المدنيين الذين قتلوا في القصف العشوائي. فمعظمهم كانوا جالسين أمام منازلهم عندما سقطت عليهم القذيفة. ومن بينهم كان أبناء عمي وأصدقائي. في ذلك اليوم جمعت جثثهم المتناثرة قطعة قطعة.
[/size]
[size]
طبعا لا أستطيع إقامة حفلات في هذه الظروف العصيبة، لكنني استعنت في هذا المقطع القصير بأصدقاء متطوعين وجنود لنعمل جمهورا لكي نعطي انطباعا بوجود جمهور. وأنا أفعل ذلك كيْداً بالجهاديين ولكي أقول لهم: "أنتم تقاتلون شباب بنغازي ولكنهم بخير ويحتفلون أيضا".
[/size]
"أنا من هواة موسيقى الكانتري"
[size]
صور هذا الفيلم بإمكانيات بسيطة فنحن فريق صغير من ثلاثة أشخاص وقد صورنا حقا بسرعة كما استطعنا. وخلال أسبوعين صورنا وأنجزنا المونتاج ونشرنا الفيديو على الإنترنت.
قد يستغرب البعض ولكنني في الأساس لست من هواة غناء الراب. وأنا لا أتابع جديدا هذا النوع من الموسيقى ولا أعرف المغنين المعروفين سوى 50 cent وTupacاللذين يعرفهما الجميع. وفي الحقيقة أنا أحب موسيقى الكانتري الأمريكية. وكان الراب وسيلة أسهل لتمرير رسالتي. في الأغاني "الكلاسيكية" لا يمكن وضع أكثر من ستين كلمة تقريبا. أما في الراب فيمكن للمقطع الواحد خلال 5 دقائق أن يحتوي على 300 كلمة. وهذا أمر عملي
[/size]